قال السعدي - رحمه الله - " وتربيته لخلقه نوعان : عامة وخاصة فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، والخاصة : تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها : تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر، ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة (١) ".
لطيفة
فإن قيل لم جمع [ العالمين ] جمع قلة مع أن المقام يستدعي الإتيان بجمع الكثرة ؟ أجيب بأن فيه تنبيهاً على أنهم وإن كثروا قليلون في جنب عظمته وكبريائه - تعالى - (٢). أ هـ
قال القاسمي - رحمه الله - و "العالمين" جمع عالم وهو : الخلق كله وكل صنف منه وإيثار صيغة الجمع لبيان شمول ربوبيته تعالى لجميع الأجناس، والتعريف لاستغراق أفراد كل منها بأسرها (٣). أ هـ
وقال الإمام البغوي - رحمه الله - ما نصه :

(١) تفسير السعدي ص٣٣
(٢) تفسير السراج المنير للخطيب الشربيني حـ١ ص٩
(٣) تفسير القاسمي حـ ٢ ص٢٤٧ ط دار الحديث - القاهرة.
(٢/٢)


الصفحة التالية
Icon