معنى قوله تعالى: (وأحضرت الأنفس الشح)
Q نرجو من فضيلتكم شرح معنى قوله تعالى: ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ﴾ [النساء: ١٢٨]، إلى آخر السياق الكريم، وجزاكم الله خيراً؟
ﷺ الشح من طبيعة الإنسان، ويقولون في علم النفس أو علم الاجتماع: إن غريزة حب التملك تجعل الإنسان يندفع إلى أن يتملك كل شيء لو استطاع، وما يمنعه عن تملك أملاك الآخرين إلا الردع بالعقاب قانوناً أو شرعاً، فحينما يمتلك الإنسان الشيء بغريزة حب التملك يحرص عليه، ولا يتركه من يده، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: (لا يتصدق المتصدق بدرهم حتى يفك عنه سبعين لحي جمل)، حريص عليه، ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: ١٩-٢٠]، (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب لتمنى الثاني) فهذا شح النفس حينما يطلب منه البذل إلا من رحم ربي، يكون السخاء سجية وعادة فيه إلى غير ذلك، ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ﴾ [النساء: ١٢٨]، يعني: كل نفس جبلت على الشح فيما لو طلب منها أن تبذل، ومن هنا جاءت مع الصلح؛ لأن الصلح لابد فيه من التنازل.