الفرق بين الأخوة الإيمانية والمصالح الشخصية
لقد ربطت الأخوة الإيمانية بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ودمائهم وبلادهم وعاداتهم.
؛ بل امتدت إلى السماء وما تحت عرش الرحمن فربطت بين حملة العرش ومؤمني هذه الأمة، بل اتسعت وربطت بين المؤمنين وبين الحيوانات والجماد، فكيف نذهب ونطلب روابط أخرى شركية أو وطنية، حينما ارتفعت النداءات بالعنصرية، وأول من فعل ذلك اليهود، نادوا بالقوميات، وقوضوا الخلافة العثمانية، بالدعوة إلى الجنسية التركية العثمانية، وهكذا وفي كل زمن نسمع دعوات وأمم تنحاز عن الأخرى وتتقطع أوصال الجسم الإسلامي عضواً فعضواً حتى أصبحت أعضاء متناثرة، وفي كل قطر داع لما هو فيه، كما قيل: ألقاب ملكة في غير موضعها كالقط يحكي انتفاخاً صولة الأسد ولم يرجعوا إلى المبدأ الواحد بل للأسف أيضاً أبعد من هذا نجد البلد الواحد يوجد فيه رسمياً الأحزاب المتعددة؛ ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٣] كل حزب يدعي أنه يخدم الأمة، وأنه يعمل لمصلحتها، فإذا انحلت الحكومة وجاءت الانتخاب قام كل حزب يقاتل الآخر، وتسفك الدماء ليصل الحزب الأكثر أو الأقوى إلى سدة الحكم ثم يتحكم في الآخرين، هل هذه وحدة؟ ليست والله وحدة؛ لأنها قائمة على أغراض شخصية وذاتية، أما الأخوة الإسلامية فإنها تلغي كل الروابط وكل العناصر إلا أخوة الإسلام.
فهل علمنا حقيقة الأخوة كيف تكون؟ هل رأينا آثارها في المجتمع الإسلامي كيف كان؟ نسأل الله أن يرد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى دينهم، وأن يعودوا إلى هذا الإخاء في ذات الله.