٤٩- قال محمد بن إسحاق بن يسار: لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم، وعقوق الوالد، وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له، وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل، وخطره عند الله مع حق الوالد على ولده، ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه على كبر سنه ورقة عظمه، مع مكانه من الله فيمن أحبه طفلاً صغيراً، وبين ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه، يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين، فقد احتملوا أمراً عظيماً. ( تفسير ابن كثير )
٥٠- سبب منع يعقوب عليه السلام ليوسف عليه السلام للخروج مع أخوته أمرين:
الأول :﴿إني ليحزنني أن تذهبوا به﴾ أي يشق علي مفارقته مدة ذهابكم به إلى أن يرجع، وذلك لفرط محبته له
الثاني :﴿وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون﴾ أخشى أن تشتغلوا عنه برميكم ورعيكم فيأتيه ذئب فيأكله وأنتم لا تشعرون.
٥١- ﴿وهم لا يشعرون﴾ أي: سيكون منك معاتبة لهم، وإخبار عن أمرهم هذا، وهم لا يشعرون بذلك الأمر، ففيه بشارة له، بأنه سينجو مما وقع فيه، وأن الله سيجمعه بأهله وإخوته على وجه العز والتمكين له في الأرض. و قال بعض المفسرين أن المقصود ﴿وهم لا يشعرون﴾ بإيحاء الله إلي يوسف عليه السلام.
٥٢- ( فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون ) استدلت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الأفك كما في الحديث الطويل الثابت في صحيح البخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنه و مما جاء فيه :
قالت : فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم جلس قالت و لم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها و قد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت: فتشهد رسول الله و سلم حين جلس ثم قال : أما بعد، يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا و كذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه.


الصفحة التالية
Icon