( واذا كان الأمر في يوسف كذلك، كان ما ذكر من قوله :﴿ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ ﴾، إنما يناسب حال امرأة العزيز لا يناسب حال يوسف، فإضافة الذنوب إلى يوسف في هذه القضية فِرْيةُ على الكتاب والرسول، وفيه تحريف للكلم عن مواضعه، وفيه / الاغتياب لنبي كريم، وقول الباطل فيه بلا دليل، ونسبته إلى ما نزهه اللّه منه، وغير مستبعد أن يكون أصل هذا من اليهود أهل البُهْتِ [ البُهْتُ : الكذب والافتراء ]، الذين كانوا يرمون موسي بما برأه اللّه منه، فكيف بغيره من الأنبياء ؟ وقد تلقي نقلهم من أحسن به الظن، وجعل تفسير القرآن تابعاً لهذا الاعتقاد. )
قال ابن القيم :
قوله تعالى ﴿ وما أبرىء نفسى ﴾
فإن قيل فكيف قال وقت ظهور براءته وما أبرىء نفسى }