ويشهد لمكيه: آيات أخر ما أخرج مسلم والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن ابن مسعود: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله تعالى بهذه الآية﴿ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ﴾إلا أربع سنين.
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وغيرهما عن عبد الله بن الزبير أن ابن مسعود أخبره أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية، يعاتبهم الله تعالى بها، إلا أربع سنين﴿ ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل﴾ الآية (١).
ونزلت يوم الثلاثاء على ما أخرج الديلمي عن جابر مرفوعا:﴿ لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد أنزلت علي يوم الثلاثاء﴾.
وأقول: إن السورة الكريمة مدينة كما قال الجمهور، ولا يعنى وجود آيات مكية في السورة أنها مكية، ومن الأدلة على مدنيتها: حديثها عن المنافقين وعن سوء مصيرهم، و ذكر أهل الكتاب، ولاشتمالها- كذلك- على آيات تحض على الإنفاق، من أجل إعلاء كلمة الله – عز وجل - وإلى غير ذلك من الأدلة.
ما ورد في فضلها من آثار
جاء في فضلها مع أخواتها(٢) عن عر باض بن سارية أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ المسبحات( يعني: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن ) قبل أن يرقد وقال :﴿ إن فيهن آية أفضل من ألف آية﴾.(٣)
الموضوعات التي اشتملت عليها السورة الكريمة
- استهلت السورة الكريمة ببيان أن الخلق كله ينزه الله – عز وجل – عن كل مالا يليق قال تعالى :﴿ سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
- اشتملت السورة الكريمة على بعض أسماء الله الحسنى﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ والظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.

(١) روح المعاني: ٢٧/١٦٤
(٢) أخواتها يعني السور التي ا افتتحت بالتسبيح
(٣) سنن أبى داود ك/ الأدب ب/ما يقال عند النوم حديث رقم ٥٠٥٧(٤/٣١٣) وسنن الترمذي ك/فضائل القرآن ب/٢١ حديث رقم ٢٩٢٠ (٥/١٨١).


الصفحة التالية
Icon