أما بعد حمد الله الذي هو فاتحة كل كتاب والصلاة على رسله التي هي خاتمة كل خطاب فاني أنبهك على رقدتك أيها المسترسل في تلاوتك المتخذ دراسة القرآن عملا المتلقف من معانيه ظواهر وجملا الى كم تطوف على ساحل البحر مغمضا عينيك عن غرائبها أوما كان لك أن تركب متن لجتها لتبصر عجائبها وتسافر الى جزائرها لاجتناء أطايبها وتغوص في عمقها فتستغني بنيل جواهرها أوما تعير نفسك في الحرمان عن دررها وجواهرها بادمان النظر الى سواحلها وظواهرها أوما بلغك أن القرآن هو البحر المحيط ومنه يتشعب علم الأولين والآخرين كما يتشعب عن سواحل البحر المحيط أنهارها وجداولها أوما تغبط أقواما خاضوا في غمرة أمواجها فظفروا بالكبريت الأحمر وغاصوا في أعماقها فاستخرجوا الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر وساحوا في سواحلها فالتقطوا العنبر الأشهب والعود الرطب الأنضر وتعلقوا الى جزائرها واستدروا من حيواناتها الترياق الأكبر والمسك الأذفر وها أنا أرشدك قاضيا حق إخائك ومرتجيا بركة دعائك الى كيفية سياحتهم وغوصهم وسباحتهم
الفصل الثاني : في حصر مقاصد القرآن ونفائسه


الصفحة التالية
Icon