لعلك تطمع في أن تنبه على الرموز والاشارات المودعة تحت الجواهر التي ذكرنا اشتمال القرآن عليها ؛ فاعلم أن الكبريت الأحمر عند الخلق في عالم الشهادة عبارة عن الكيمياء التي يتوصل بها الى قلب الأعيان من الصفات الخسيسة الى الصفات النفيسة حتى ينقلب به الحجر ياقوتا والنحاس ذهبا إبريزا ليتوصل به الى اللذات في الدنيا مكدرة منغصة في الحال منصرمة على قرب الاستقبال، أفترى أن ما يقلب جواهر القلب من رذالة البهيمة وضلالة الجهل الى صفاء الملائكة وروحانيتها ليترقى القلب من أسفل سافلين الى أعلى عليين وينال به القرب من رب العالمين والنظر الى وجهه الكريم أبدا دائما سرمدا، هل هو أولى باسم الكبريت الأحمر أم لا... ؟ فلهذا سميناه الكبريت الأحمر فتأمل وراجع نفسك وأنصف لتعلم أن هذا الاسم بهذا المعنى أحق وعليه أصدق ثم أنفس النفائس التي تستفاد من الكيمياء اليواقيت وأعلاها الياقوت الأحمر فلذلك سميناه معرفة الذات... وأما الترياق الأكبر فهو عند الخلق عبارة عما يشفى به من السموم المهلكة الواقعة في المعدة مع أن الهلاك الحاصل بها ليس الا هلاكا في حق الدنيا الفانية، فانظر ان كانت سموم البدع والأهواء والضلالات الواقعة في القلب مهلكة هلاكا يحول بين السموم وبين عالم القدس ومعدن الروح والراحة حيلولة دائمة أبدية سرمدية وكانت المحاجة البرهانية تشفى عن تلك السموم وتدفع ضررها هل هي أولى بأن تسمى الترياق الأكبر أم لا... ؟ وأما المسك الأذفر فهو عبارة في عالم الشهادة عن شيء يستصحبه الانسان فيثور منه رائحة طيبة تشهره وتظهره حتى لو أراد خفاءه لم يختف لكن يستطير وينتشر فانظر ان كان في المقتنيات العلمية ما ينشر منه الاسم الطيب في العالم ويشتهر صاحبه به اشتهارا حتى لو أراد الاختفاء وإيثار الخمول بل تشهره وتظهره فاسم المسك الأذفر عليه أحق وأصدق أم لا... ؟ وأنت تعلم أن علم الفقه ومعرفة أحكام الشريعة يطيب الاسم وينشر الذكر