فأضمر "فعيشي". وقال بعضهم ﴿وَلَوْ تَرى﴾ وفتح ﴿أَنَّ﴾ على ﴿تَرى﴾ وليس ذلك لان النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يعلم، ولكن أراد [أن] يُعْلِمَ ذلك َ الناسَ كما قال ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ ليخبر الناس عن جهلهم وكما قال ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )
﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
قال ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ﴾ وانما هي "المَيِّتَةُ" خففت وكذلك قوله ﴿بَلْدَةً مَيْتاً﴾ يريد به "ميّتا" ولكن يخففون الياء كما يقولون في "هيّن" و"ليّن": هَيْن" و "لَيْن" خفيفة. قال الشاعر: [من الخفيف وهو الشاهد الثالث والثلاثون بعد المئة]:
لَيْسَ مَنْ ماتَ فاستراحَ بِمَيْتٍ * إنَّما المَيْتُ مَيِّتُ الأحْياءِ
فثقل وخفف في معنى واحد. فاما "الميتة" فهي الموت.
﴿ أُولَائِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾
قال ﴿فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ فزعم بعضهم أنه تعجب منهم كما قال ﴿قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ﴾ تعجبا من كفره. وقال بعضهم ﴿فَمَآ أَصْبَرَهُمْ﴾ أي: ما أَصْبَرَهُم، و: ما الذي أَصْبَرهم.
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾


الصفحة التالية
Icon