[٧٥ء] جعل "ما" و"ذا" بمنزلة "ما" وحدها، ولا يجوز ان يكون "ذا" بمنزلة "الذي" في هذا البيت لانك لو قلت: "دعي ما الذي علمت" لم يكن كلاما. وقال أهل التأويل في قوله ﴿مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ﴾ لأن الكفار جَحَدوا أَنْ يكونَ ربهم أنزل شيئا فقالوا لهم: "ما تقولونَ أنتُم أساطيرُ الأوَّلينَ" أي: "الذي تقولونَ أَنْتُم أَساطيرُ الأولينَ" ليس على "أَنَزَلَ ربُّنا أساطيرَ الأولين". وهذا المعنى فيما نرى و الله أعلم - كما قال ﴿وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾[٢٢٠] أي: فهم اخوانكم.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
قال ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ وهو: الحَيْضُ. وإِنما أكثر الكلام في المصدر إِذا بني هكذا أَنْ يَرادَ به "المَفْعَل" نحو قولك: "ما في بُرِّكَ مَكَالٌ" أي: كَيْلٌ. وقد قيلت الأخرى أي: قيل "مَكِيلٌ" وهو مثل "مَحِيضٍ" من الفعل اذا كان مصدرا للتي في القرآن وهي اقل. قال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد الثاني والاربعون بعد المئة]:
بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزِلَّةٍ * لا يَسْتَطِيعُ بِها القُرادُ مقيلا
يريد: "قَيْلُولَةً". وتقول: "جِئْتُ مَجيئاً حَسَناً". فبنوه على "مَفْعِل" وهو مصدره.


الصفحة التالية
Icon