﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَاذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
قال ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ﴾ الكاف زائدة والمعنى - و الله اعلم - ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ﴾[٢٥٨] ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ﴾ والكاف زائدة. وفي كتاب الله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ يقول: "لَيْسَ كَهُو" لأنَّ الله ليس له مِثْل.
وقال ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ فتثبت الهاء للسكوت واذا وصلت حذفتها مثل ﴿إخْشَهْ﴾. وأثبتها بعضهم في الوصل فقال ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ﴾ فجعل الهاء من الاصل وذلك في المعنى: لم تمرر عليه السنون "فـ" السَّنَةُ" منهم من يجعلها من الواو فيقول: "سُنَيَّةٌ" ومنهم من يجعلها من الهاء فيقول: "سُنَيْهَةٌ" يجعل الذي ذهب منها هاء كأنه أبدلها من الواو كما قالوا: "أَسْنَتُوا": إذا أصابتهم السنون. أبدل التاء من الهاء ويقولون: "بِعْتُه مُساناةً" و"مُسانَهَةً". ويكون: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ أن تكون هذه الهاء للسكوت. ويُحْمَلُ قول الذين وصلوا بالهاء على الوقف الخفي وبالهاء نقرأ في الوصل.