قال تعالى ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾ وقال بعضهم ﴿وَكَفَلَها زكرياءُ﴾ و﴿كَفِلَها﴾ ايضاً ﴿زَكَريّا﴾ وبه نقرأُ وهما لُغَتَانِ. وقال بعضهم ﴿وَكَفِلَها زَكَرياء﴾ بكسر الفاء. ومن قال: "كَفَلَ" قال "يَكْفُلُ" ومن قال "كَفِلَ" [قال] "يَكْفَلُ". وأما "كَفُلَ" فلم اسمعها وقد ذكرت.
وقال تعالى ﴿يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ فهذا مثل كلام العرب "يأكُلُ بِغَيْرِ حسابٍ" أي: لا يَتَعصَّبُ عَلَيْه ولا يُضَيِّقُ عَلَيْهِ. و﴿سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ و﴿أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ يقول: "ليس في حسابه فكر ولا روية ولا تذّكر".
﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآءِ ﴾
قال الله تعالى ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ لأن النون [في "لَدُنْ"] ساكنة مثل نون "مَنْ" وهي تترك على حال جزمها في الاضافة لانها ليست من الأسماء التي تقع عليها الحركة، ولذلك قال ﴿مِنْ لَدُنّا﴾، وقال تعالى ﴿مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ فتركت ساكنة.
وقال تعالى ﴿إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَآءِ﴾ مثل "كثيرُ الدُّعاء" لأنه يجوز فيه الألف واللام تقول: "أنتَ السَّمِيعُ الدُّعاءِ" ومعناه "إِنَّكَ مَسْمُوعُ الدُّعاءِ" أي: "إِنَّكَ تَسْمَعُ ما يُدْعَى بِهِ".
﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾


الصفحة التالية
Icon