ثم قال ﴿مُبارَكاً﴾ لأنه [٨٨ء] قد استغنى عن الخبر*، وصار ﴿مُبارَكاً﴾ نصبا على الحال. ﴿وَهُدىً لِّلْعَالَمِينَ﴾ في موضع نصب عطف عليه. والحال في القرآن كثير ولا يكون إلا في موضع استغناء.
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
قال تعالى ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ فرفع ﴿مَّقَامُ إِبْراهِيمَ﴾ لأنه يقول: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾ منها ﴿مَّقَامُ إِبْراهِيمَ﴾ على الإِضمار.
﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾
قال الله تعالى ﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً﴾ على التفسير بقطع الكلام عند قوله ﴿اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ ثم فسر آية التأليف بين قلوبهم وأخبر بالذي كانوا فيه قبل التأليف كما تقول "أسمك الحائِطَ أَنْ يَميل".
﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ﴾ فـ"الشَّفا" متصور مثل "القَفا" وتثنيته بالواو تقول: "شَفَوانِ" لأنه لا يكون فيه الامالة*، فلما لم تجيء فيه الإِمالة عرفت أَنَّهُ من الواو.
المعاني الواردة في آيات سورة ( آل عمران )
﴿ وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾


الصفحة التالية
Icon