﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾
قال ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى﴾ استثناء يخرج من أول الكلام. وهو كما روى يونس عن بعض العرب انه قال: "ما أَشْتَكِي شيئاً إلاَّ خَيْراً". ومثلُه ﴿لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً [٢٤] إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً﴾.
﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلك بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلك بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾
[قال] ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ﴾ فهذا مثل ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذَى﴾ استثناء خارج من أول الكلام في معنى "لكنّ" وليس بأشد من قوله ﴿لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً﴾.
المعاني الواردة في آيات سورة ( آل عمران )
﴿ لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَآءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾
قال ﴿لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ لأنه قد ذكرهم ثم فسره فقال: ﴿مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ﴾ ولم يقل "وَأُمَّةٌ على خلافِ هذهِ الأُمَّةِ" لأنه قد ذكر كل هذا قبل. وقال تعالى ﴿مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ فهذا قد دل على أمة خلاف هذه.
قال تعالى ﴿آنَآءَ اللَّيْلِ﴾ وواحد "الآناءِ" مقصور "إنَى" فاعلم وقال بعضهم: "إِنْي" كما ترى و"إنْوٌ" وهو ساعاتُ اللَيْل. قال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد الثامن والخمسون بعد المئة]: