فابتدأ "الغُدُوّ" و"الرواحَ" وجعل الفعل لهما. وقد نصب بعضهم "غُدُوَّها" وَرَواحَا" وقال: "تركتْ هَوازِنَ" فجعل "التركَ" لـ"السيوف" وجعل "الغدوَّ" و"الرواح" تابعا لها كالصفة حتى صار بمنزلة "كلّهَا". وتقول ﴿إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ﴾ على التوكيد اجود وبه نقرأ.
وقال تعالى ﴿لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ وقد قال بعضهم ﴿القِتالُ﴾ و"القَتْلُ" [أصوب] فيما نرى، وقال بَعْضُهُم ﴿إلى قِتالِهِم﴾ و﴿القَتْلُ﴾ أصوبهما إن شاء الله لأنه قال ﴿إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾.
وقال ﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾: أيْ: كَيْ يَبْتَلِيَ اللّهُ.
﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلك حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾
قال تعالى ﴿أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ﴾ [٩١ء] وواحد "الغُزَّى" "غاز" مثل "شاهِد" و"شُهَّد".
المعاني الواردة في آيات سورة ( آل عمران )
﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
قال تعالى ﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ﴾ الآية. فان قيل كيف يكون ﴿لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ﴾ جواب ذلك الأول؟ فكأنه حين قال ﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ﴾ تذكر لهم مغفرة ورحمة اذ كان ذلك في السبيل فقال ﴿لَمَغْفِرَةٌ﴾ يقول: "لَتِلْكَ المغفرة ﴿خَيْرٌ مِمّا تَجْمَعُونَ﴾".
﴿ وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ ﴾