﴿ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ﴾
قال ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [٩٩ء] غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ﴾ مرفوعة لأنك جعلته من صفة القاعدين. وإنْ جررته فعلى "المُؤْمِنِين" وإِنْ شئت نصبته اذا أخرجته من أول الكلام فجعلته استثناء وبها نقرأ. وبلغنا انها أنزلت من بعد قوله ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ﴾ ولم تنزل معها، وانما هي استثناء عنى بها قوما لم يقدروا على الخروج ثم قال ﴿وَالْمُجَاهِدُونَ﴾ يعطفه على القاعدين لأن المعنى ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ﴾﴿وَالْمُجَاهِدُونَ﴾. وقال ﴿وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ ﴿دَرَجَاتٍ مِّنْهُ﴾[٩٦] يقول فعل ذلك درجات منه. وقال ﴿أَجْراً عَظِيماً﴾ لأنه قال: "فَضَّلهم" فقد أخبر انه آجرهم فقال على ذلك المعنى كقولك: "أمَا وَاللّهِ لأَضْرِبَنَكَ إيجاعاً شَدِيداً" لأنَّ معناه: لأُوْجِعَنَّكَ.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَائِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً ﴾
[و] قال ﴿أُوْلَائِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً﴾ ﴿ إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ﴾[٩٨] لأنه استثناهم منهم كما تقول: "أُولئِكَ أَصْحابُكَ إِلاّ زَيْداً" و: "كُلُّهُم أَصْحابُكَ إِلاّ زيداً". وهو خارج من أول الكلام.