[وقال] ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ على النعت. وقال بعضهم ﴿فاطرُ﴾ بالرفع على الابتداء أيْ: هُوَ فاطرُ.
وقال بعضهم ﴿وهو يُطْعِمُ ولا يَطْعَم﴾ وقال بعضهم ﴿ولا يُطْعَمُ﴾ و﴿يَطْعَمُ﴾ هو الوجه، لأَنَّكَ إنَّما تقول: "هُوَ يُطْعَمُ" لمن يَطْعَمُ فتخبر أنَّهُ لا يأكل شيئا. وإنّما تقرأ ﴿يُطْعَمُ﴾ لاجتماع الناس عليها.
وقال ﴿إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ﴾ أي: وقيل لي: "لاَ تَكُونَنَّ". وصارت ﴿أُمِرْتُ﴾ بَدَلاً من ذلك لأنه حين قال ﴿أُمِرْتُ﴾ قد أخبر أنَّهُ قد قيل له.
﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾
وقال ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا﴾ على الصفة. وقال بعضهم ﴿رَبَّنا﴾ على "يا ربنا [١٠٨ ء]. وأمَّا ﴿و اللهِ﴾ فجره على القسم، ولو لم تكن فيه الواو نصبت فقلت " اللهَ رَبَّنا". ومنهم من يجر بغير واو لكثرة استعمال هذا الاسم وهذا في القياس رديء. وقد جاء مثله شاذا قولهم: [من الرجز وهو الشاهد التاسع والثمانون بعد المئة]:
* وَبَلَدٍ عامِيَّةٍ أَعْماؤُهُ *
[و] إِنَّما هُوَ: رُبَّ بَلَدٍ وقال: [من الوافر وهو الشاهد التسعون بعد المئة]
نَهَيْتُكَ عَنْ طِلابِكَ أُمَّ عَمْرٍو * بِعاقِبَةٍ وَأَنْت إِذٍ صَحِيحُ
يقول: "حِينَئِدٍ" فالقى "حينَ" وأَضمْرها. وصارت الواو عوضا من "رُبَّ" في "وَبَلَدٍ". وقد يضعون "بَلْ" في هذا الموضع. قال الشاعر: [ من الرجز وهو الشاهد الحادي والتسعون بعد المئة]:
ما بالُ عَيْنٍ عَنْ كَراها قَدْ جَفَتْ * مُسْبِلَةً تَسْتَنُّ لَمّا عَرَفَتْ
داراً لِلَيْلى بَعْدَ حَوْلٍ قَدْ عَفَتْ * بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ
فيمن قال "طَلَحَتْ"


الصفحة التالية
Icon