وأمّا قَوْلُه ﴿إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا﴾ فان الألف التي في ﴿ائْتِنا﴾ الف وصل ولكن بعدها همزة من الأصل هي التي في "أتَى" وهي الياء التي في قولك "إيتِنا"، ولكنها لم تهمز حين ظهرت ألف الوصل. لأن الف الوصل مهموزة اذا استؤنفت فكرهوا اجتماع همزتين. وقال ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يقول: إِنَّما أُمِرْنا كَيْ نُسْلِمَ لِرَبِّ العالَمين" كما قال ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: إِنما أُمِرت بذلك.
المعاني الواردة في آيات سورة ( الأنعام )
﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
ثم قال ﴿وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ﴾ أي: وَأُمِرْنا أَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ واتَّقُوهُ. أَوْ يَكُونُ أَوْصَلَ الفِعْلَ بالّلامِ، والمعنى: أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ. كما أوصل باللام في قوله ﴿لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾.
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾
وقال ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ﴾ قال ﴿يَوْم﴾ مضاف إلى قوله ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ وهو نصب [١١٠ ب] وليس له خبر ظاهر و الله اعلم. وهو على ما فسرت لك.
وكذلك ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ﴾ وقال بعضهم ﴿يَوْمَ يُنْفَحُ في الصُّورِ﴾ وقال بعضهم ﴿يَنْفُخُ﴾ ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾.
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾
وقال ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ﴾ فتح اذا جعلت ﴿آزَرَ﴾ بدلاً من ﴿أَبيهِ﴾ وقد قرئت رفعا على النداء كأنه قال "يا آزَرُ"*. وقال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثالث والتسعون بعد المئة]:


الصفحة التالية
Icon