وَأمّا "إنْ" الخفيفة فتكون في معنى "ما" كقول الله عز وجل ﴿إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ﴾ أيْ: ما الكافرون. وقال ﴿إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ﴾ أيْ: ما كان للرحمن ولد ﴿فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ مِنْ هذهِ الامةِ للرَّحْمن، بِنَفْيِ الوَلَدِ عَنْهُ.
أَي: أَنا أَوَّلُ العابِدِينَ بأَنَّهُ ليْسَ للرحمن وَلَد. وقال بعضُهُمُ ﴿فَأَنا أَوَّلُ العَبِدِين﴾ يقول: "أَنا أَوَّلُ مَنْ يَغْضَبُ من ادّعائِكُمْ لِلّهِ وَلدا".
ويقول: "عَبِدَ" "يَعْبَدُ" "عَبَدا" أي: غَضِبَ. وقال ﴿وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ فهي مكسورة ابدا اذا كانت في معنى "ما" وكذلك ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن [٥٠ب] مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ﴾ فـ"إنْ" بمنزلة "ما"، و"ما" التي قبلها بمنزلة "الذي". ويكون للمجازاة نحو قوله ﴿وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ﴾ ﴿وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ ﴾. وتزاد "إنْ" مَع "ما"، يقولون: "ما إنْ كانَ كَذا وَكَذا" أي: "ما كانَ كَذَا وَكَذا"، و: "ما إنْ هذا زَيْدٌ". ولكنها تغير "ما" "فلا يُنْصَبُ بِهَا الخبر. وقال الشاعر: من الوافر وهو الشاهد الثاني والتسعون]:
وما إنْ طِبْنا جُبْنٌ وَلَكِنْ * مَنايانا وَطُعْمَةُ آخَرِينا


الصفحة التالية
Icon