وقال ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ﴾ يعني: أَهْلَهَا كما قال ﴿ وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ﴾ ولم يجيء بلفظ "القُرَى" ولكن اجرى اللفظ على القوم وأجرى اللفظ في "القَرْية" عليها، الى قوله ﴿الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾، وقال ﴿أَهْلَكْنَاهُمْ﴾ ولم يقل "أهْلَكْناهَا" حمله على القوم كما قال "وجاءَتْ تميمُ" وجعل الفعل لـ"بَنِي تَميم" ولم يجعله لـ"تَمِيم" [١٤٨ ء] ولو فعل ذلك لقال: "جاءَ تَميم" وهذا لا يحسن في نحو هذا لأنه قد أراد غير تميم في نحو هذا الموضع فجعله اسما ولم يحتمل اذا اعتل ان يحذف ما قبله كله يعني التاء من "جاءَتْ" مع "بني" وترك الفعل على ما كان ليدل على انه قد حذف شيئا قبل "تَمِيم".
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾
وقال ﴿لا أَبْرَحُ﴾ أي: لا أَزالُ. قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد الخامس والأربعون بعد المئتين]:
وَمَا بَرِحُوا حتَّى تَهادَتْ نِساؤُهُمْ * بَبَطْحاءِ ذي قارٍ عيابَ اللَّطاَئِمِ
أَي: ما زالوا.
﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذانَصَباً ﴾
وقال ﴿آتِنَا غَدَآءَنَا﴾ ان شئت جعلته من "آتَى الغداءَ" أو "أَئيِةِ" كما تقول "ذَهَبَ" و"أَذْهَبْتُهُ" وإِن شئت من "أَعْطى" وهذا كثير.
المعاني الواردة في آيات سورة ( الكهف )
﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً ﴾
وقال ﴿حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ﴾ قال ﴿فَقَتَلَهُ﴾ لأن اللِّقاء كان علة للقتل.
﴿ وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾


الصفحة التالية
Icon