سورة القلم
يسطرون : أي يكتبون، ممنون : أي مقطوع يقال منّه السير إذا أضعفه، والمنين : الضعيف، المفتون : المجنون لأنه فتن، أي ابتلى بالجنون.
قال الليث : الإدهان : اللين والمصانعة والمقاربة فى الكلام، وقال المبرد : يقال داهن الرجل فى دينه وداهن فى أمره إذا أظهر خلاف ما يضمر، والحلّاف : كثير الحلف فى الحق والباطل، والمهين : المحتقر الرأى والتمييز، والهماز : العياب الطعّان، والمشاء بالنميم : أي الذي يمشى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم، والمنّاع للخير : البخيل، والمعتدى : الذي يتجاوز الحق ويسير فى الباطل، والأثيم : الكثير الآثام والذنوب، والعتلّ : الشديد الخصومة الفظّ الغليظ، والزنيم : الذي يعرف بالشر واللؤم كما تعرف الشاة بزنمتها (الجزء المسترخى من أذنها حين تشق ويبقى كالشىء المعلق) سنسمه :
أي نجعل له سمة وعلامة، والخرطوم : الأنف.
بلوناهم : أي امتحناهم بألوان من البلاء والآفات، والجنة : البستان، ليصر منّها :
أي ليقطعنّ ثمار نخيلها، مصبحين : أي وقت الصباح، ولا يستثنون : أي ولا ينثنون عما همّوا به من منع المساكين، فطاف عليها طائف من ربك : أي طرقها طارق من عذاب ربك، إذ أرسل عليها صاعقة من السماء أحرقتها، كالصريم : أي كالليل البهيم فى السواد بعد أن احترقت، فتنادوا : أي نادى بعضهم بعضا، أن اغدوا :
أي اخرجوا غدوة مبكّرين، حرثكم : أي بستانكم، صارمين : أي قاصدين الصّرم وقطع الثمار، يتخافتون : أي يتشاورون فيما بينهم بطريق المخافتة والمناجاة حتى لا يسمعهم أحد، على حرد : أي على منع، لضالون : أي قد ضللنا طريق جنتنا وما هذه هى، محرومون : أي حرمنا خيرها بجنايتنا على أنفسنا، أوسطهم : أي أرجحهم رأيا، تسبحون : أي تذكرون اللّه وتشكرونه على ما أنعم به عليكم، يتلاومون : أي يلوم بعضهم بعضا على ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين، طاغين : أي متجاوزين حدود اللّه.
تدرسون : أي تقرءون، تخيرون : أي تختارون، أيمان : أي عهود، بالغة :
أي متناهية فى التوكيد موثّقة، إلى يوم القيامة : أي ثابتة لكم علينا إلى هذا اليوم، أيهم بذلك زعيم : أي أيهم كفيل بذلك الحكم وأن لهم فى الآخرة ما للمسلمين فيها، كشف الساق : يراد به الشدة، وقد كانوا إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق.
قد شمّرت عن ساقها فشدوا وجدّت الحرب بكم فجدّوا
روى عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقال : إذا خفى عليكم شىء من القرآن فابتغوه فى الشعر فإنه ديوان العرب. أما سمعتم قول الراجز :
صبرا عناق إنه شرّ باق
قد سن لى قومك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا على ساق
خاشعة أبصارهم : أي ذليلة، سالمون : أي أصحاء.
تقول : ذرنى وإياه : أي كله إلىّ فإنى أكفيكه ويقال استدرجه إلى كذا :
إذا استنزله إليه درجة فدرجة حتى يورّطه فيه، وأملى لهم : أي أمهلهم وأطيل لهم المدة يقال أملى اللّه له : أي أطال له الملاوة وهى المدة من الزمن، والكيد هنا :
الإحسان، والمغرم : الغرامة المالية، مثقلون : أي مكلفون أحمالا ثقالا فهم بسببها يعرضون عنك، الغيب : هو ما كتب فى اللوح واستأثر اللّه بعلمه، يكتبون : أي يحكمون على اللّه بما شاءوا وأرادوا، حكم ربك : هو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم، صاحب الحوت : هو يونس عليه السلام، مكظوم : أي مملوء غيظا، من قولهم : كظم السقاء إذا ملأه، والعراء : الأرض الخالية، فاجتباه : أي اصطفاه، يزلقونك :
أي يزلون قدمك، يقولون : نظر إلىّ نظرة كاد يصرعنى، أو كاد يأكلنى : أي لو أمكنه بنظره أن يصرعنى أو يأكلنى لفعل، قال شاعرهم :
يتقارضون إذا التقوا فى موطن نظرا يزل مواطن الأقدام
والذكر : القرآن، ذكر : أي تذكير وبيان لجميع ما يحتاجون إليه.