قال السدي في قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة فيعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها وإذا رأو المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها ) (٤)
ـــــــــــــــ
(١) سورة الأحزاب آية٥٩
(٢) الدر النثور ج ٦ ص٦٦٠عون المعبود شرح سنن أبي داود ج١١ ص١٠٦
(٣) صحيح البخاري مع الفتح ج٨ ص٥٢٨ ومسلم كتاب السلام ج١٤ ص١٥٠
(٤) تفسير ابن كثير ج٣ ص٥١٩
الآية العاشرة :
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١)
هذا نداء للنبي عليه الصلاة والسلام إذا جاءه النساء المؤمنات للبيعة على هذه الأمور الستة، وهي الإشراك بالله سبحانه وتعالى، وعدم السرقة، و عدم فعل الزنا، وعدم قتل أولادهن خوف من الفقر، ولا يدفن البنات خشية العار، ولا تنسب إلى زوجها ولداً لقيطاً ليس منه، ولايخالفن أمرك فيما أمرتهن به من معروف، أو نهيتمن عنه من المنكر، بل يسمعن ويطعن، فأذا حصل هذه الشروط الستة، فبايعهن وأطلب لهن من الله الصفح والغفران لما شلف من الذنوب، وكانت هذه البيعة في ثاني يوم الفتح على جبل الصفا وذلك لما فرغ من بيعة الرجال أخد في بيعة النساء، وبيعة النساء تكون باللسان،


الصفحة التالية
Icon