(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(١)
في هذه الآية نداء من الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام بوصف الرسالة
تشريفاً له ورفعة لمكانته وبيانا لعلو قدره، عن الحزن والأسى على كفر هذه الطائفتين (٢)، المنافقين الذين قال فهم(لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ )المقصود هو أظهر الإيمان وأبطن الكفر، فإن الإيمان
إذا خالطت بشاشته القلوب لم يعدل به صاحبه غيره،
وقوله سبحانه وتعالى(ْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ) المقصود هنا اليهود (٣)
المستجيبن والمقلدون لرؤسائهم في الكذب والضلال والبغي والعناء، وهؤلاء
الرؤساء والأئمة المتبعون الذين أعرضوا عن الرسول، وفرحوا بما عندهم من الباطل، الذين يحرفون الكلام ويبدلونه على غير الوجه الصحيح، فهم يقولون
بعضهم لبعض إن حكم لكم محمد بهذا الحكم الذي يوافق هواكم فاقبلوا الحكم،
وإن لم يحكم لكم به فاحذروا أن تتابعوه على ذلك.
وسبب نزول هذه الآية هو ما روى مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ( مُرً على النبي ﷺ بيهودي محمماً مجلوداً