وهذا الخطاب للنبي ﷺ في أول الوحي قبل تبليغ الرسالة ثم خوطب عبد بالنبي والرسول )(٥) و المزمل اسم مشتق من حالته التي كان عليها حين الخطاب. ونداؤه عليه الصلاة والسلام بهذا الوصف ((يَا أَيُّهَاالْمُزَّمِّلُ) في هذا المقام يراد به تأنيسه وملاطفته والتودد إليه، وقد يعدل عن نداء الشخص باسمه إلى صفة متلبس بها إيناساً وملاطفة له لنفسه للقيام بمهمة يكلف بها، كقول النبي ﷺ لعلي حين غاضب فاطمة رضي الله عنهما فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له قم ياأبا تراب(٦)
وكذلك قوله عليه السلام لحذيفة قم يا نومان (٧)
وقال السهيلي ليس المزمل باسم من أسماء النبي ﷺ ولم يعرف به كما ذهب إليه بعض الناس وعدوه في أسمائه عليه السلام...... وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان إحداهما الملاطفة فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها كقول النبي ﷺ لعلي حين غاضب فاطمة رضي الله عنهما فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له قم ياأبا تراب إشعارا له أنه غير عاتب عليه
ــــــــــــــ
سورة المزمل آية ١
زاد المسير ج٨ص٣٨٨
زاد المسير ج٨ص٣٨٨
تفسير أبي السعود ج٩ص٤٩
تفسير البغوي ج٤ص٤٠٦
صحيح البخاري مع الفتح ج٧ص٧٠
صحيح مسلم كتاب الجهاد ج ١٢ص ١٤٦
وملاطفة له وكذلك قوله عليه السلام لحذيفة قم يا نومان وكان نائما ملاطفة له وإشعارا لترك العتب والتأنيب فقول الله تعالى لمحمد ﷺ يأيها المزمل قم فيه تأنيس وملاطفة ليستشعر أنه غير عاتب عليه
والفائدة الثانية التنبيه لكل متزمل راقد ليله ليتنبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل ذلك العمل واتصف بتلك الصفة ) (١)


الصفحة التالية
Icon