(٥) الكشاف ج٣ ص٥٢٦
المبحث الثاني : تقيد نداء النبي عليه الصلاة والسلام بـ (يَا أَيُّهَا...).
كثيراً ما يجيء النداء في القرآن الكريم بـ (يا ) المتلوة بـ (أيها )
وللزمخشري كلام حول هذا الأمر ( فإن قلت لم كثر في كتلب الله النداء على هذه الطريقة، ما لم يكثر في غيره، قلت لاستقلاله بأوجه من التأكيد وأسباب من المبالغة لان كل ما نادى الله له عباده ن من أوامر ونواهيه وعظاته وزواجره ووعده ووعيد واقتصاص أخبار المم الدارجة عليهم وغير ذلك مما أنطلق به كتابه.... عليهم أن يتيقظوا لها ويميلوا بقلوبهم وبصائرهم إليها وهم عنها غافلون فاقتضت الحال أن ينادوا بالأكد الأبلغ ) (١)
ـــــــــــــ
(١) الكشاف ج١ ص١٢١، الإتقان ج٢ص٧٥
المبحث الثالث : الفرق بين نداء النبي عليه الصلاة والسلام والإخبار عنه.
جاء نداء النبي عليه الصلاة والسلام بوصفه الكريم (الرسول ) أو (النبي ) تكريماً له وتنويهاً بفضله الشريف، وهذا بخلاف الإخبار عنه، فقد يجيء
بهذا الوصف، كقوله تعالى ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيّ)(١)
وقال تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(٢)
وقد يجيء الإخبار عنه باسمه العلم مع إضافة صفة الرسول إليه وذلك في آيتين
قال تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ )(٣)
وقوله تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ(٤)
وقد يجيء الإخبار عنه باسمه العلم مع الإشارة إلى رسالته وذلك في آيتين
قال تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (٥)


الصفحة التالية
Icon