(حديث رجل من بني عامر) روى الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي (فقال أألج ؟ فقال النبي (لخادمة "اخرجي إليه، فإنه لا يحسن الإستئذان، فقولي له فليقل: السلام عليكم، أأدخل ؟" قال: فسمعته يقول ذلك، فقلت: السلام عليكم، أأدخل ؟ فأذن لي فدخلت، فقلت: بمَ أتيتنا به ؟ قال "لم آتكم إلا بخير، أتيتكم بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له، وأن تدعوا اللات والعزى، وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات، وأن تصوموا من السنة شهراً، وأن تحجوا البيت، وأن تأخذوا الزكاة من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم" قال: فقال فهل بقي من العلم شيء لا تعلمه ؟ قال "قد علّمني الله عز وجل خيراً، وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله عز وجل: الخمس ﴿إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام﴾ الاَية، وهذا إسناد صحيح.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: جاء رجل من أهل البادية فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ما تلد، وبلادنا مجدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت فأنزل الله عز وجل ﴿إن الله عنده علم الساعة ـ إلى قوله ـ عليم خبير﴾ قال مجاهد: وهي مفاتيح الغيب التي قال الله تعالى: ﴿وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو﴾ رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وقال الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت ﴿وما تدري نفس ماذا تكسب غداً﴾.


الصفحة التالية
Icon