**( الّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُم مّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوَءَ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
لما ذكر تعالى أن أتباع إبليس مصيرهم إلى السعير، ذكر بعد ذلك أن الذين كفروا لهم عذاب شديد، لأنهم أطاعوا الشيطان وعصوا الرحمن، وأن الذين آمنوا بالله ورسله ﴿وعملوا الصالحات لهم مغفرة﴾ أي لما كان منهم من ذنب ﴿وأجر كبير﴾ على ما عملوه من خير. ثم قال تعالى: ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً﴾ يعني كالكفار والفجار يعملون أعمالاً سيئة وهم في ذلك يعتقدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أي أفمن كان هكذا قد أضله الله ألك فيه حيلة، لاحيلة لك فيه ﴿فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء﴾ أي بقدره كان ذلك ﴿فلا تذهب نفسك عليهم حسرات﴾ أي لا تأسف على ذلك، فإن الله حكيم في قدره إنما يضل من يضل ويهدي من يهدي، لما له في ذلك من الحجة البالغة والعلم التام، ولهذا قال تعالى: ﴿إن الله عليم بما يصنعون﴾


الصفحة التالية
Icon