يقول تعالى :" أفمن زين له سوء عمله " القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه في عينه، " فرآه حسنا " أي : كمن هداه الله إلى الصراط المستقيم، والدين القويم، فهل يستوي هذا وهذا ؟ فالأول : عمل السيىء، ورأى الحق باطلا، والباطل حقا. والثاني : عمل الحسن، ورأى الحق حقا، والباطل باطلا. ولكن الهداية والإضلال بيد الله تعالى. " فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم " أي : على الضالين الذين زين لهم سوء أعمالهم، وصدهم الشيطان عن الحق " حسرات " أي : فلا تهلك نفسك حزنا على الضالين وحسرة عليهم. فليس عليك إلا البلاغ، وليس عليك من هداهم من شيء، والله هو الذي يجازيهم بأعمالهم " إن الله عليم بما يصنعون " فيجازيهم عليها.
**************************************************
١٨*؟يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ * وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ * ؟ (فاطر : ١٥ - ١٨ )....
( قال ألإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب أبي حفص عمر بن كثير (٧٧٤ هـ ) رحمه الله


الصفحة التالية
Icon