قوله تعالى :( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) قال ابن عمر : غره والله جهله... قال وروي عن ابن عباس والربيع بن خثيم والحسن مثل ذلك وقال قتادة :( ما غرك بربك الكريم ) شيء ما غر ابن آدم غير هذا العدو الشيطان... وقال الفضيل بن عياض: لو قال لي ما غرك بي لقلت ستورك المرخاة... وقال أبو بكر الوراق: لو قال لي ما غرك بربك الكريم لقلت غرني كرم الكريم... وقال بعض أهل الإشارة إنما قال( بربك الكريم )دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة ؛ وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل لأنه إنما أتى باسمه الكريم لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابَل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال الفجور... وقد حكى البغوي عن الكلبي ومقاتل أنهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريق ضرب النبي ولم يعاقب في الحالة الراهنة فأنزل الله تعالى ( ماغرك بربك الكريم ) وقوله تعالى: ( الذي خلقك فسواك فعدلك ) أي ما غرك بربك الكريم ( الذي خلقك فسواك فعدلك ) أي جعلك سويا مستقيما معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال


الصفحة التالية
Icon