وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الله تعالى: ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم﴾ للفريقين جميعاً من الكفار والمنافقين، أي وحدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم وبه عن ابن عباس ﴿فلا تجعلوا لله انداداً وأنتم تعلمون﴾ أي لا تشركوا بالله غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول ( من التوحيد هو الحق الذي لا شك فيه، وهكذا قال قتادة، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم حدثنا أبو عمرو حدثنا أبو الضحاك بن مخلد أبو عاصم حدثنا شبيب بن بشر حدثنا عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل: ﴿فلا تجعلوا لله أنداداً﴾ قال الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول والله وحياتك يا فلان وحياتي، ويقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت، وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلان هذا كله به شرك، وفي الحديث أن رجلاً قال لرسول الله ( ما شاء وشئت، قال: "أجعلتني لله نداً" وفي الحديث الاَخر: "نعم القوم أنتم لولا أنكم تنددون تقولون ما شاء الله وشاء فلان" قال أبو العالية فلا تجعلوا لله أنداداً أي عدلاء شركاء، وهكذا قال الربيع بن أنس وقتادة والسدي وأبو مالك وإسماعيل بن أبي خالد، وقال مجاهد ﴿فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون﴾ قال تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل.
ذكر حديث في معنى هذه الاَية الكريمة "