( يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ) أي إنما يذوق وبال هذا البغي أنتم أنفسكم ولا تضرون به أحدا غيركم كما جاء في الحديث: ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر الله لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم... وقوله ( متاع الحياة الدنيا ) أي إنما لكم متاع في الحياة الدنيا الدنيئة الحقيرة ( ثم إلينا مرجعكم ) أي مصيركم ومآلكم ( فننبئكم ) أي فنخبركم بجميع أعمالكم ونوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه...
( وقال الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي ( ١٣٧٦ هـ ) رحمه الله
( يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا )
أي : غاية ما تؤملون ببغيكم، وشرودكم عن الإخلاص لله، أن تنالوا شيئا من حطام الدنيا وجاهها، النزر اليسير الذي سينقضي سريعا، ويمضي جميعا، ثم تنتقلون عنه بالرغم. " ثم إلينا مرجعكم " في يوم القيامة " فننبئكم بما كنتم تعملون " وفي هذا غاية التحذير لهم عن الاستمرار على عملهم.
( وقال الإمام أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن أبو بكر السيوطي ( ٩١١ هـ ) رحمه الله :
- أخرج أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( "ثلاث هن رواجع على أهلها، المكر، والنكث، والبغي، ثم تلا رسول الله( ﴿يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم﴾ (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) (فاطر الآية ٤٢) (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفتح الآية ١٠) ".