قوله تعالى: "قل يا أيها الناس" يريد كفار مكة. "إن كنتم في شك من ديني" أي في ريب من دين الإسلام الذي أدعوكم إليه. "فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله" من الأوثان التي لا تعقل. "ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم" أي يميتكم ويقبض أرواحكم. "وأمرت أن أكون من المؤمنين " أي المصدقين بآيات ربهم.
الآيتان: ١٠٥ - ١٠٦ ﴿وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين﴾
قوله تعالى: "وأن أقم وجهك للدين" "أن" عطف على "أن أكون" أي قيل لي كن من المؤمنين وأقم وجهك. قال ابن عباس: عملك، وقيل: نفسك؛ أي استقم بإقبالك على ما أمرت به من الدين. "حنيفا" أي قويما به مائلا عن كل دين. قال حمزة بن عبدالمطلب (رضي الله عنه): = حمدت الله حين هدى فؤادي من الإشراك للدين الحنيف =
"ولا تكونن من المشركين" أي وقيل لي ولا تشرك؛ والخطاب له والمراد غيره؛ وكذلك قوله: "ولا تدع" أي لا تعبد. "من دون الله ما لا ينفعك" إن عبدته. "ولا يضرك" إن عصيته. "فإن فعلت" أي عبدت غير الله. "فإنك إذا من الظالمين" أي الواضعين العبادة في غير موضعها.
الآية: ١٠٧ ﴿وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم﴾
قوله تعالى: "وإن يمسسك الله بضر" أي يصيبك به. "فلا كاشف له إلا هو" أي لا دافع "له إلا هو وإن يردك بخير" أي يصبك برخاء ونعمة "فلا راد لفضله يصيب به" أي بكل ما أراد من الخير والشر. "من يشاء من عباده وهو الغفور" لذنوب عباده وخطاياهم "الرحيم" بأوليائه في الآخرة...
( وقال الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي ( ١٣٧٦ هـ ) رحمه الله