يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا ( أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين، من عقابه. وقوله :" مبين " أي : بين الإنذار، وهو التخويف، مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة، على صدق ما أنذرهم به. ثم ذكر تفصيل النذارة، والبشارة... فقال :" الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة " لما حصل منهم من الذنوب. " ورزق كريم " هي الجنة. والكريم من كل نوع : ما يجمع فضائله ويجوز كمالاته. وحاصل معنى الآية. فالذين آمنوا بالله ورسوله واستقر ذلك الإيمان بقلوبهم حتى أصبح إيمانا صاقا وعملوا الأعمال الصالحة لهم مغفرة من الله لذنوبهم التي وقعوا فيها، كما أن لهم رزقا كريما في الجنة، جمع هذا الرزق جميع الفضائل والكمالات. " والذين سعوا في آياتنا معاجزين " أي : سابقين أو مسابقين في زعمهم وتقديرهم طامعين أن كيدهم للإسلام يتم لهم " أولئك " الموصوفون بما ذكر من السعي والمعاجزة " أصحاب الجحيم "
أي : ملازمون للنار الموقدة، المصاحبون لها في كل أوقاتهم، فلا يخفف عنهم من عذابها ولا يفتر عنهم لحظة من أليم عقابها. وحاصل المعنى. والذين أجهدوا أنفسهم في محاربة القرآن، مسابقين المؤمنين في زعمهم، معارضين لهم، شاقين، زاعمين ـ خطأ ـ أنهم بذلك يبلغون ما يريدون، أولئك يخلدون في عذاب الجحيم.
*****************************************************


الصفحة التالية
Icon