وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الاَية كان العباس أسر يوم بدر فافتدى نفسه بأربعين أوقية من ذهب فقال العباس حين قرئت هذه الاَية : لقد أعطاني الله عز وجل خصلتين ما أحب أن لي بهما الدنيا= إني أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية فآتاني أربعين عبداً وإني لأرجو المغفرة التي وعدنا الله عز وجل... فقال قتادة في تفسير هذه الاَية: ذكر لنا أن رسول الله ( لما قدم عليه مال البحرين ثمانون ألفاً وقد توضأ لصلاة الظهر فما أعطى يومئذ شاكياً ولا حرم سائلاً وما صلى يومئذ حتى فرقه، فأمر العباس أن يأخذ منه ويحتثي فكان العباس يقول: هذا خير مما أخذ منا وأرجو المغفرة
- وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال بعث ابن الحضرمي إلى رسول الله ( من البحرين ثمانين ألفاً ما أتاه مال أكثر منه لا قبل ولا بعد. قال فنثرت على حصير ونودي بالصلاة. قال وجاء رسول الله ( فمثل قائماً على المال وجاء أهل المسجد فما كان يومئذ عدد ولا وزن ما كان إلا فيضاً وجاء العباس بن عبد المطلب فحثا في خميصة عليه وذهب يقوم فلم يستطع قال فرفع رأسه إلى رسول الله ( فقال: يا رسول الله، ارفع عليَّ. قال فتبسم رسول الله ( حتى خرج ضاحكه أو نابه وقال له: "أعد من المال طائفة وقم بما تطيق" قال ففعل وجعل العباس يقول: وهو منطلق أما إحدى اللتين وعدنا الله فقد أنجزنا، وما ندري ما يصنع الله في الأخرى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنفال : ٧٠ ) ؛ ثم قال: هذا خير مما أُخذ منا، وما أدري ما يصنع الله في الأخرى... فما زال رسول الله ( ماثلاً على ذلك المال حتى ما بقي منه درهم وما بعث إلى أهله بدرهم ثم أتى الصلاة فصلى.