نفسه، ومن والديه، وأرأف به من كل أحد، خصوصا خواص عبيده، الذين لم يزل يربيهم ببره، ويُدِرُّ عليهم بركاتِه الظاهرةَ والباطنةَ. خصوصا وقد أمره بإلقاء أموره إليه، ووعده أن يقوم بها. فهناك لا تسأل عن كل أمرعسير يتيسَّر، وصعب يتسهَّل، وخطوب تهون وكروب تزول، وأحوال وحوائج تُقضى، وبركات تنزِل، ونِقَم تُدفع، وشرور تُرفع. وهناك ترى العبدَ الضعيف، الذي يُفَوِّضُ أمرضه لسيده، قد قام بأمور، لا تقوم بها أمةٌ من الناس، وقد سهَّل الله عليه، ما كان يصعب على فحول الرجال وبالله المستعان.
٦*(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ) (الأحزاب ٢٨ +٢٩ )
قال القرطبي رحمه الله :