هذه الآية فيها تأنيس للنبي ( وللمؤمنين، وتكريم لجميعهم. وهذه الآية فيها من أسمائه ( ست أسماء ولنبينا ( أسماء كثيرة وسمات جليلة، ورد ذكرها في الكتاب والسنة والكتب المتقدمة. وقد سماه الله في كتابه محمدا وأحمد. وقال ( فيما روى عنه الثقات العدول: (لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب). وفي صحيح مسلم حديث جبير بن مطعم: وقد سماه الله "رؤوفا رحيما" في قوله تعالى.( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : ١٢٨ )؛ وفيه أيضا عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله ( يسمي لنا نفسه أسماء، فيقول: (أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة). وقد تتبع القاضي أبو الفضل عياض في كتابه المسمى (بالشفا) ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول ( ومما نقل في الكتب المتقدمة، وإطلاق الأمة أسماء كثيرة وصفات عديدة، قد صدقت عليه ( مسمياتها، ووجدت فيه معانيها. وقد ذكر القاضي أبو بكر بن العربي في أحكامه في هذه الآية من أسماء النبي ( سبعة وستين أسما وذكر صاحب (وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين) عن ابن عباس أن لمحمد ( مائة وثمانين اسماًََ، من أرادها وجدها هناك. وقال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله ( عليّاً ومُعاذاً، فبعثهما إلى اليمن، وقال: (اذهبا فبشِّرا ولا تنفِّرا، ويسِّرا ولا تعسِّرا فإنه قد أنزل عليّ) وقرأ هذه الآية.