وإبراء الأكمه والأبرص. وقد سبح الحصى في يد النبي (، وحن الجذع إليه، وهذا أبلغ. وفضَّله الله عليهم بأن جعل القرآن معجزة له، وجعل معجزته فيه باقية إلى يوم القيامة، ولهذا جعلت نبوته مؤبدة لا تنسخ إلى يوم القيامة.
قوله تعالى: "أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا" أي ينكحها، يقال: نكح واستنكح، مثل عجب واستعجب، وعجل واستعجل. ويجوز أن يرد الاستنكاح بمعنى طلب النكاح، أو طلب الوطء. و"خَالِصَةً " نصب على الحال، قال الزجاج. وقيل: حال من ضمير متصل بفعل مضمر دل عليه المضمر، تقديره: أحللنا لك أزواجك، وأحللنا لك امرأة مؤمنة أحللناها خالصة، بلفظ الهبة وبغير صداق وبغير ولي.
قوله تعالى: "مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" فائدته أن الكفار وإن كانوا مخاطبين بفروع الشريعة عندنا فليس لهم في ذلك دخول، لأن تصريف الأحكام إنما يكون فيهم على تقدير الإسلام.
قوله تعالى( قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ): أي ما أوجبنا على المؤمنين، وهو ألا يتزوجوا إلا أربع نسوة بمهر وبينة وولي. قال معناه أبي بن كعب وقتاه وغيرهما.
قوله تعالى: " لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ " أي ضيق في أمر أنت فيه محتاج إلى السعة، أي بينا هذا البيان وشرحنا هذا الشرح "لكيلا يكون عليك حرج". فـ "لكيلا" متعلق بقوله: "إنا أحللنا أزواجك" أي فلا يضيق قلبك حتى يظهر منك أنك قد أثمت عند ربك، في شيء. ثم آنس تعالى جميع المؤمنين بغفرانه ورحمته فقال تعالى: " وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ".
وقال السعدي رحمه الله :
قوله تعالى :"وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " أي : لم يزل متصفاً بالمغفرة والرحمة، وينزل على عباده من مغفرته ورحمته، وجوده وإحسانه، ما اقتضته حكمته، ووجدت منهم أسبابه.