وقوله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك...
ثم قال تعالى متوعداً للمنافقين وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ﴿ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ قال عكرمة وغيره هم الزناة ههنا ﴿ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ يعني الذين يقولون جاء الأعداء وجاءت الحروب وهو كذب وافتراء لئن لم ينتهوا عن ذلك ويرجعوا إلى الحق ﴿ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ﴾ قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي لنسلطنك عليهم. وقال قتادة لنحرشنك بهم، وقال السدي لنعلمنك بهم ﴿ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا ﴾ أي في المدينة ﴿ إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ ﴾ حال منهم في مدة إقامتهم في المدينة مدة قريبة مطرودين مبعدين ﴿ أَيْنَمَا ثُقِفُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * ﴾ أي وُجدوا ﴿ أُخِذُوا ﴾ لذلتهم وقلتهم ﴿ وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ ثم قال تعالى: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ﴾ أي هذه سنته في المنافقين إذا تمردوا على نفاقهم وكفرهم ولم يرجعوا عمَّا هم فيه أن أهل الإيمان يسلَّطون عليهم ويقهرونهم ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ أي وسنة الله في ذلك لا تبدل ولا تغير.
وقال السعدي رحمه الله :


الصفحة التالية
Icon