والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرَاءةِ الأمصار. فبأيتهما قرأ القاريء فمصيب لصحة مَعْنَيَيْهَما واستفاضة القراءة بهما في قرَاءةِ الأمصار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: - حدثني محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السدّيّ( ألَيْسَ اللّهُ بكافٍ عِبدَهُ) يقول: محمد (. - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:( ألَيْسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ) قال: بلى، والله ليكفينه الله ويعزّه وينصره كما وعده.. اهـ.
٢* ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) (الأنفال : ٦٥ )
قال ابن كثير رحمه الله :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾ أي حُثَّهم عليه أو مُرْهم به، ولهذا كان رسول الله ( يُحرِّض على القتال، عند صفهم ومواجهة العدو، كما قال لأصحابه يوم بدر حين أقبل المشركون في عَدَدَهم وعُدَدِهم: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" ؛ فقال عمير بن الحمام: عرضهاالسموات والأرض ؟ فقال رسول الله ( "نعم"، فقال: بخ بخ فقال: "ما يحملك على قولك بخ بخ ؟" قال: رجاءَ أن أكون من أهلها، قال "فإنك من أهلها" فتقدم الرجل، فكسر جفن سيفه، وأخرج تمرات فجعل يأكل منهن، ثم ألقى بَقِيَّتَهُن من يده وقال: لئن أنا حييت حتى آكلهن إنها لحياة طويلة، ثم تقدم فقاتل حتى قتل رضي الله عنه،
وقال السعدي رحمه الله :