وروي أن هندا لما سمعت ذلك قالت: والله إن البهتان لأمر قبيح؛ ما تأمر إلا بالأرشد ومكارم الأخلاق!. ثم قال: " وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ " قال قتادة: لا يَنُحءن. ولا تخلو امرأة منهن إلا بذي محرم. وقال سعيد بن المسيب، ومحمد بن السائب وزيد بن أسلم: هو ألاَّ يخمشْن وجها. ولا يشقُقن جيْباً، ولا يدعون ويْلا ولا ينشرْن شعرا ولا يحدثن الرجال إلا ذا محرم.
وروت أم عطية عن النبي ( أن ذلك في النوح. وهو قول ابن عباس. وروى شهر بن حوشب عن أم سلمة عن النبي ( " وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ " فقال: (هو النَّوْح).
وقال مصعب بن نوح: أدركت عجوزا ممن بايع النبي (، فحدثتني عنه ( في قوله: " وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ " فقال: (النَّوْح).
وفي صحيح مسلم عن أم عطية لما نزلت هذه الآية: " يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ" قال: (كان منه النياحة) قالت: فقلت يا رسول الله، إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية؛ فلا بد لي من أن أسعدهم. فقال، رسول الله (: (إلا آل فلان). وعنها قالت: أخذ علينا رسول الله ( مع البيعة إلا ننوح؛ فما وفت منا امرأة إلا خمس: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سيرة امرأة معاذ أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ. وقيل: إن المعروف ها هنا الطاعة لله ولرسوله؛ قاله ميمون بن مهران.
وقال بكر بن عبدالله المزني: لا يعصينك في كل أمر فيه رشدهن. الكلبي: هو عام في كل معروف أمر اللهُ عز وجل ورسولُه به. فروي أن هندا قالت عند ذلك: ما جلسنا في مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.