قلت : فالمؤمن ينبغي أن يكون على استعداد دائم لمحاربة الشيطان وحزبه الذي لا يكل ولا يمل من الكيد للمؤمنين، ولا يظن المؤمن أنه إذا أغلق أبواب قلبه عن الشيطان فقد استراح وأمن من كيده فهو إن عجز عن الكيد للمؤمن عن طريق الوسوسة إلى قلبه، ولج إلى قلوب غيره ووسوس إليهم بإيذائه والكيد له ومحاربته فينبغي على المؤمن أن يكون في جهاد دائم واستعداد لا ينقطع وحذر شديد من كيد الشيطان ومكره.
فتأمل هذا الفصل، وتدبر موقعه، وعظيم منفعته، واجعله ميزانك تزِن به الناس، وتزن به الأعمال، فإنه يطلعك على حقائق الوجود ومراتب الخلق والله المستعان، وعليه التكلان.
ولو لم يكن في هذا التعليق إلا هذا الفصل لكان نافعاً لمن تدبره ووعاه (١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) انظر بدائع التفسير الجامع لتفسير ابن القيم الجوزية [ج٥ص٤٥٥] والضوء المنير على التفسير للصالحي [ج٦ص٥٥١].
قلت : بل قد سلط عليه الشيطان من ليسوا من حزبه ممن فيهم صلاح فيدخل عليهم من باب الوسوسة بتبرئة الذمة فيقعون في أعراض طلبة العلم بغضا وحسداً، ويشنعون عليهم... ويرون أن ذمتهم لا تبرأ حتى يعلنوا ذلك للناس، بل قد يقع ذلك من بعض علماء المسلمين فيدخل عليهم الشيطان من باب الحسد والغيرة، فينكرون على من فَاقَهُم علماً وصلاحاً واستقامةً، وإن كانوا يعلمون صدقه... بل قد يلصقون بهم وبدعوتهم الأباطيل والله المستعان.
قاعدة نافعة :
فيما يعتصم به العبد من الشيطان، ويستدفع به شره، ويحترز به منه وذلك بعشرة أسباب:
أحدها : الاستعاذة بالله من الشيطان.
الدليل : قوله تعالى : ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (١).


الصفحة التالية
Icon