٢- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "إن من القرآن سورة ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك" رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن، وفي رواية أبي داود "تشفع" قالوا وقد أجمع القراء على أنها ثلاثون آية سوى البسملة.
٣- عن أنس رضي الله عنه قال: "صليت مع رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم" رواه مسلم وفي رواية له "فكانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا آخرها".
القول الثالث: هي آية تامة أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة، وبه قال أبو حنيفة.
واستدل بما يلي:
١- بالأحاديث الدالة على عدم الجهر بقراءتها أو ذكرها فدل هذا على أنها ليست من الفاتحة ومثلها بقية سور القرآن.
٢- عن ابن عباس قال: كان النبي ( - لا يعرف فصل السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم" وهذا يدل على أن موضوعها للفصل بين السورتين وأنها ليست من السور٨.
المناقشة والترجيح:
يظهر مما استدل به الشافعي قوة حجته فما استدل به من السنة صريح في كون البسملة آية من الفاتحة، كما يقوى جانب هذا القول بكون البسملة آية من بقية السور بكتابة الصحابة لها مع القرآن.
أما القول الثاني فضعيف لكون أدلته غير صريحة إذ قد يكون المراد بـ(الحمدلله) السورة التي فيها الحمد بغض النظر عن بدايتها.
وكذلك يقال في القول الثالث فكون آية لا يجهر بها -على الخلاف- لا يعني أنها ليست من الفاتحة، في حين كان دليله قويا في كون البسملة ليست آية من سور القرآن.
ولهذا فالذي أراه راجحا والله أعلم أن نفرق بين مسألتين:
أ - كون البسملة آية من الفاتحة فالراجح أنها آية منها بنص السنة.
ب - كون البسملة آية من بقية سور القرآن خلا براءة فالراجح أنها آية مستقلة نزلت للفصل بين السور كما صح هذا عن ابن عباس.
السحر