وبما أن (حصن)يدل على المنع فإن المرأة تكون محصنة بالإسلام والعفاف والحرية والتزويج ولهذا يقال : امرأة حصن -بفتح الحاء- للعفيفة والمتزوجة أيضا٣٧٧.
ثانيا السبب القرآني:-
فنحن إذا تتبعنا استخدام هذه الكلمة في القرآن وجدناها أتت على أربعة معاني وهي كالتالي:-
١- بمعنى العفة كما في قوله سبحانه :(مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ((النساء: من الآية٢٥) وفي قوله تعالى: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ( (الأنبياء: ٩١)أي أعفته.
٢- بمعنى الحرية كما في قوله تعالى :(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ((النور: من الآية٤) أي الحرائر لأنه لو قذف غير الحرة لم يجلد ثمانين، وكذا قوله تعالى:(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ((النساء: من الآية٢٥).
٣- بمعنى الإسلام كما في قوله تعالى:(فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ((النساء: من الآية٢٥) قيل في تفسيرها: إذا اسلمن٣٧٨بيد أنه "لا يليق بهذا المقام غير معنى التزويج لأنه عطف المحصنات على المحرمات فلا بد أن يكون الإحصان سببا للحرمة ومعلوم أن الحرية والعفاف والإسلام لاتأثير لها في الحرمة بخلاف التزوج فإن المرأة المزوجة محرمة على الغير"٣٧٩.
٤- بمعنى التزوج كما في هذه الآية التي نحن بصدد الكلام عنها.
ولهذين السببين اختلف المفسرون في تفسير(المحصنات).