وسياق الآية يدل على هذا المعنى، فقوله تعالى (حتى يؤمنوا) غاية لصحة النكاح وهو الإيمان، ومعلوم أن الإيمان في الشرع يراد به الأعمال الباطنة وهي أركان الإيمان، والأعمال الظاهرة وهي أركان الإسلام، لأن الإيمان في القرآن إذا أطلق ولم يقترن بالإسلام يشمل المعنيين (أعمال الظاهر والباطن) فشرطت الآية إيمان المشرك فهل الكتابي مؤمن بهذا المعنى؟ اللهم لا.
كما وصف العبد بانه مؤمن أي توفرت فيه أركان الإيمان والإسلام، فهل الكتابي مؤمن بهذا المعنى؟ اللهم لا.
ولكون العبد مؤمنا فإنه يدعو زوجته إلى الجنة بخلاف المشرك الذي يدعو إلى النار (أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) فهل الكتابي يدعو إلى الجنة؟ اللهم لا.
فأنت ترى أن الآية ظاهرة الدلالة في حرمة نكاح المسلمة للكتابي وعلى هذا أجمع المسلمون، ومما علل به هذا الحكم، أن للزوج سلطة ولاية على الزوجة فربما أجبرها على ترك دينها وحملها على أن تكفر بالإسلام وقد وقع من هذا وقائع، ومن مقاصد الإسلام حفظ الدين، وحرمة هذا النكاح تندرج ضمن مفردات حفظ هذا المقصد.
الحكم الثالث: لا نكاح إلا بولي:
استنبط جمهور أهل العلم من قوله تعالى: (ولا تُنكحوا المشركين( اشتراط الولي في زواج المرأة، لأن النهي توجه هنا إلى الأولياء ولو جاز للمرأة تزويج نفسها لقال: (ولا تنكحن) كما خاطب الرجال فدل هذا على شرطية الولي.
اعتزال النساء في المحيض
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿٢٢٢﴾(
سبب النزول:


الصفحة التالية
Icon