(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الفاتحة١
اليسملة ليست من آيات الأحكام وإنما نبدأ بذكرها تبركا، وتبعا لما جرت عليه كتب آيات الأحكام.
لاخلاف في أن البسملة بعض آية من سورة النمل من قوله تعالى: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(النمل٣٠ وإنما وقع الخلاف في كونها آية من الفاتحة ومن كل سورة أو لا أقوال:
القول الأول: هي آية من الفاتحة ومن كل سورة وهذا مذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد.
وأدلة هذا القول:
١- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ : إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحداها. ٥
٢- عن أنس قال: بينا رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ﴾٦
٣- أجمع الصحابة رضي الله عنهم على إثباتها في المصحف في أوائل السور جميعاً سوى براءة بخط المصحف، بخلاف الأعشار وتراجم السور، فإن العادة كتابتها بحمرة ونحوها، فلو لم تكن قرآناً لما استجازوا إثباتها بخط المصحف من غير تمييز، لأن ذلك يحمل على اعتقاد أنها قرآن فيكونون مغررين بالمسلمين، حاملين لهم على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا فهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة رضي الله عنهم. ٧
القول الثاني: ليست آية من الفاتحة ولا من شيء من سور القرآن وهذا مذهب مالك.
واستدل بما يلي:
١- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ في الحديث القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين" إلى آخر الحديث، ولم يذكر البسملة، رواه مسلم.


الصفحة التالية
Icon