هنيئا مريئا والداك عليهما ملابس أنوار من التاج والحلى (١)
٩ - القرآن ينير قبر صاحبه: وإلى هذا يشير الإمام الشاطبي بقوله:
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهللا
والمعنى: «إذا كان قارئ القرآن يخشى من أعماله السيئة المظلمة أو من ظلمات القبر فإن القرآن يلقاه مشرقا باسم الوجه، فيأنس به ويتبدل خوفه أمنا وطمأنينة» (٢).
ثانيا: فضل تلاوة القرآن الكريم:
إن تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه من أجلّ العبادات وأعظم القربات إلى رب البريات، خالق الأرض والسموات.
وقد أمرنا الله عز وجل بقراءة القرآن فقال: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل: ٢٠].
كما أمرنا ربنا بتدبر آياته فقال: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ص: ٢٩].
كما أن الذين يداومون على تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار هم أصحاب التجارة الرابحة التي لا تخسر أبدا ولا تبور قطعا. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [فاطر: ٢٩، ٣٠].
وقد أشار النبي ﷺ إلى عظيم ثواب من يقرأ حرفا من كتاب الله تعالى. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من
(١) متن حرز الأماني ووجه التهاني للشاطبي.
(٢) الوافي في شرح الشاطبية.


الصفحة التالية
Icon