قال الإمام الزركشي في البرهان: " قال بعض مشايخنا المحققين قد وهم من قال لا يطلب للآى الكريمة مناسبة لأنها حسب الوقائع المتفرقة وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلا وعلى حسب الحكمة ترتيبا فالمصحف كالصحف الكريمة على وفق ما فى الكتاب المكنون مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف، وحافظ القرآن العظيم لو استفتى فى أحكام متعددة أو ناظر فيها أو أملاها لذ كر آية كل حكم على ما سئل وإذا رجع إلى التلاوة لم يتل كما أفتى ولا كما نزل مفرقا بل كما أنزل جملة إلى بيت العزة ومن المعجز البين أسلوبه ونظمه الباهر فإنه (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) (١) قال: والذى ينبغى فى كل آية أن يبحث أول كل شىء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها ففى ذلك علم جم وهكذا فى السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له " (٢)
وأقول أيضا ليست كل السور القرآنية نزلت منجمة بل إن من السور الطوال ما نزل جملة كسورة الأنعام مثلا، وسورة الفاتحة وغيرها فهل لا نطلب لها مناسبة أيضا؟ (٣)
كما أن بعض السور نزلت منها مقاطع كبيرة جملة واحدة فهل نترك الحديث عن ترابطها وتناسبها؟

(١) - سورة هود ١
(٢) - البرهان في علوم القرآن ١ / ٣٨
(٣) ؟ - فعن أسماء بنت يزيد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي ﷺ جملة واحدة إن كادت من ثقلها لتكسر عظم الناقة رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق مجمع الزوائد ٧/٢٠
ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن جابر رضي الله عنه قال ثم لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله ﷺ ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق هذا حديث صحيح على شرط مسلم فإن إسماعيل هذا هو السدي ولم يخرجه البخاري ٠ المستدرك على الصحيحين ٢/ ٣٤٤ - ٣٢٢٦


الصفحة التالية
Icon