و ﴿لا تطغوا﴾ و ﴿لا تطغوا﴾ و ﴿تطهيراً﴾ ونحو ذلك، لأن الطاء والتاء من مخرج واحد، لكن الطاء حرف قوي فيه جهر وشدة وإطباق واستعلاء، والتاء منسلفة منفتحة مهموسة، والقوي إذا تقدم الضعيف وهو مجاوره جذبه إلى نفسه، ألا ترى أن التاء إذا وقعت بعد حرف إطباق لم يكن بد من أن تبدل منها طاء، وذلك نحو: ﴿اصطفى﴾، و ﴿اضطر﴾، ليعمل اللسان عملاً واحداً، وإن حال بينهما حائل نحو قوله: ﴿اختلط﴾ وجب بيان التاء مرققة، مع ترقيق اللام، لئلا تقرب التاء من لفظ الطاء التي بعدها، وتصير اللام مفخمة.
وإذا سبقت الطاء التاء وكانت ساكنة أدغمت الطاء فيها، فإذا نطقت بها لخصت صوت الطاء مع الإتيان بصوت الإطباق، ثم تأتي بالتاء مرققة على أصلها.
وهذا قليل في زماننا، ولا يقدر عليه إلا الماهر المجود، ولم أر أحداً نبه عليه، وذلك نحو قوله: ﴿بسطت إلي﴾، و ﴿فرطت﴾، و ﴿أحطت﴾، وهذا ونحوه تحكمه المشافهة.
قال شريح في نهاية الإتقان: القراء قد يتفاضلون فيها، يعني التاء،