ولا يجوز إدغام النون الساكنة في الواو والياء إذا اجتمعا في كلمة، نحو ﴿دنيا﴾ و ﴿صنوان﴾ لئلا يشبه مضاعف الأصل، نحو (صوان) و (ديان).
واختلف أهل الأداء في الغنة التي تظهر مع إدغام التنوين والنون في الميم، هل هي غنتهما أو غنته؟ فذهب ابن كيسان وموافقوه إلى أنها غنة النون.
وذهب الداني وغيره إلى أنها غنة الميم.
وبه أقول، لأن النون قد زال لفظها بالقلب، وصار مخرجهما من مخرج الميم، فالغنة له.
القسم الرابع: الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو ﴿أن بورك﴾، ﴿أنبئهم﴾، ﴿جدد بيض﴾ والغنة ظاهرة في هذا القسم.
وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغمة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء.


الصفحة التالية
Icon