القسم السادس: ألف ما لم يسم فاعله، وهي مبنية على الضم، وتكون في أربعة أمثلة: في أفعل، نحو قوله تعالى: ﴿أخرجنا﴾.
وألف استفعل، نحو قوله تعالى: ﴿استجيب له﴾، وكذلك ﴿استحفظوا﴾.
وألف افتعل، نحو قوله تعالى: ﴿ابتلي﴾ و ﴿اضطر﴾ و ﴿اجتثت﴾، وكذلك ﴿الذي اؤتمن﴾، والأصل أاتمن، فهي ألف افتعل، فجعلت الهمزة الساكنة واواً لانضمام ما قبلها في الابتداء.
وأجاز الكسائي في غير القراءة أن يبتدأ بها محققة.
وأما ألف انفعل فلم تأت في القرآن، وذلك نحو انقطع، فلم نطول فيها لهذا المعنى.
فإن قلت: لم صارت الألف في هذا الضرب مضمونة فقط؟ قلت: لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين: فاعلاً ومفعولاً، فضموا أوله لتكون الضمة دالة على اثنين، لأنها أقوى الحركات وأثقلها، كما قالوا: زيد حيث عمرو، معناه زيد في مكان عمرو.
فلما تضمنت معنى اثنين أعطيت الضمة لقوتها.
وكذا قالوا في (نحن) لتضمنها معنى الجمع والتثنية، كذلك فعلوا بألف ما لم يسم فاعله لما تضمن معنى الفاعل والمفعول، فضموا أوله في كل حال.